مفهوم السيادة عند العبيد؟!
الاثنين 14 جانفي 2013 يكتبها: سعد بوعقبة
قالت وزارة الخارجية الجزائرية في بيان رسمي لها بخصوص اندلاع الحرب في مالي.. قالت: إن قرار الحرب في مالي هو قرار سيادي.! والحقيقة أن وزارة الخارجية الجزائرية تفهم السيادة فهما خاصا.. أي أن مالي تمارس السيادة على الطريقة الجزائرية؟! لأن سيادة مالي تشبه السيادة في الجزائر؟!
رئيس مالي الذي نصبته المخابرات الفرنسية في باماكو بانقلاب عسكري فرنسي وليس مالي اتخذ قرار الحرب ''بكل سيادة'' واستدعى القوات الفرنسية بضرب جزء من شعبه بالطائرات.. وكان قراره سياديا تماما حسب فهم وزارة الخارجية الجزائرية لمفهوم السيادة؟!
وأخشى ما أخشاه أن تحذو حكومة الجزائر حذو رئيس مالي ''السيد'' وتستدعي الناطو والقوات الفرنسية والسينغال لتأديب الإرهابيين في أرض الجزائر.. ويقال لنا إن ذلك تم بكل سيادة؟!
أحد القراء طرح سؤالا وجيها قال فيه: ماذا بيد الجزائر أن تفعله أمام هذا الواقع الذي فرضه الناتو ومجلس الأمن في منطقة الساحل غير تبرير ما لا يبرر من أن الأمر تم بكل سيادة من طرف دولة مالي؟!
نعم قد يكون هذا القارئ على حق فيما ذهب إليه.. لكن كان بيد الجزائر أن تفعل الكثير قبل اليوم ولا تترك فرنسا وغير فرنسا تلعب بالنار على حدودنا. ماذا لو أن الجزائر فهمت المتغيرات الدولية منذ عشرية سبقت وقامت بعمل الواجب اقتصاديا في المنطقة؟! هل كانت فرنسا تستطيع أن تفرض عميلا لها في باماكو ثم تستخدمه في التدخل العسكري؟!
لماذا تقوم الجزائر بإقراض صندوق النقد الدولي 5 مليارات دولار ولا تقوم هذه الحكومة التعيسة بصرف هذه المبالغ على تنمية الوضع الإقتصادي لدى جيراننا في الجنوب؟! أليس هذا من صميم الأمن القومي؟! لوكانت حكومة الجزائر فيها من يفهم في السياسة الخارجية والأمن القومي؟!
لماذا تقوم فرنسا وألمانيا بمعالجة الأوضاع الاقتصادية في اليونان وتفسير ذلك من الأمن الأوروبي.. ولا تقوم الجزائر بالعمل نفسه مع جيراننا في مالي والنيجر والمغرب وتونس وغيرها من المحيط الذي يشكل الأمن القومي للبلد؟! لماذا نساعد فرنسا ولا نساعد هؤلاء؟!
دعنا من هذا كله، الجزائر ستدفع فاطورة غالية جدا لصيانة أمنها في الجنوب خلال هذه الحرب، سواء دخلتها أم لم تدخلها.. فلماذا لم تسارع الجزائر إلى دفع نصف هذه المبالغ في تنمية هذه المناطق وتجنب ما يحدث؟! الأزمة ليست وليدة اليوم وحكومة الجزائر تتحمل المسؤولية كاملة فيما حدث ويحدث؟!
السلطة في الجزائر غير شرعية مثل نظيرتها في مالي ولهذا ترى المساس بالسيادة ممارسة للسيادة.! تماما مثلما يعتبر الصراع بين لصوص وجدة وبلاطجة فرنسا بنصوص الدستور من أجل تقاسم عائدات ''جغمة'' البترول عملا سياديا.!
إنني تعبان وأحتاج إلى إقامة في السركاجي على حساب هذه الدولة السيدة؟!
Bouakba.saad@elkhabar.com
أكمل القراءة
يكتبها لكم : محمد علي محمد
في 17/1/2013 يكون قد مر عام كامل على ثورة أو تمرد الطوارق الأزواد الخامس تاريخيا والمختلف عن سابقاته ،، شكلا ونوعا ومعطيات ..
وفي اللحظة التي تدك الطائرات الفرنسية ما تقول أنه معاقل الجماعات القاعدية وما وصف في اللحظة ذاتها بأنه المستنقع الفرنسي الجديد ،
وفي انتقال لمطالب "شعبية" و"حقوقية"
إلى حرب عالمية على الارهاب .. !
لن ندخل هنا في السياقات والمسارات التاريخية للطوارق وأزواد وثوراته
ويمكن الرجوع هنا إلى وجهة نظر خارجية
حيث دونت ١٢ ورقة عن أزواد على هذه المدونة للكاتب الموريتاني
http://ewrag.blogspot.com/2012/10/blog-post_21.html
ادعو للاطلاع عليها للمعلومات التاريخية والنضالية لأزواد ..
ونركز هنا على الاحداث السياسية لما بعد إعلان أزواد دولتهم ..
والتحركات السياسية والعسكرية والتحالفات ما قبل العملية العسكرية الفرنسية
التي باتت واقعا ،، واستعجلتها الجماعات الجهادية على نفسها ..
لابد من إشارة قبل الدخول في التفاصيل إلى أطراف الصراع الرئيسية
- الجهاديين وهم :
"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي "آكمي"
جماعة أنصارالدين ولديها كتيبة "أنصارالشريعة المكونة من العرب"
جماعة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا "الموجاو" ولديها أربع كتائب رئيسية حديثة منها "أنصار الشريعة المكونة من السونغاي"
كتائب"الملثمون" وكتائب "آلموقعون بالدماء" وهي كتائب انشقت عن القاعدة في بلاد المغرب وتقدم ولائها للقاعدة في أفغانستان "
- الحركة الوطنية لتحرير أزواد والحركة العربية لتحرير أزواد
"وهي تمثل تجمع الحركات العسكرية والسياسية التي تمثل الاتجاه الانفصالي للطوارق والأزواديين في أزواد"
- مالي :
"جيشا وحكومة ومليشيات "
الجيش ينقسم إلى انقلابيين وأفراد يتبعون النظام المخلوع ومجموعات موالية للجيش من الشماليين
الحكومة منقسمة بين الأحزاب السياسية في إقليم مالي وكل شخص يمكن أن يمثل حزب
المليشيات هي تجمعات من قبائل السونغاي يشرف عليها افراد من الجيش وهي تمثل التيار العنصري وكانت تتمركز في مناطق المواجهاات الحالية
- الايكواس والدول الغربية :
الايكواس هي منظمة دول غرب إفريقيا وهي تسعى لعملية التدخل برعاية فرنسية
+ علاقة الطوارق بالجهاديين :
= ما يُعرف أن الطوارق مطالبهم سياسية وليست جهادية ، ولكن ما الذي تغير قي 2012 ؟
- ظهرت جماعة أنصارالدين التي أسسها المخضرم "إياد أغ غالي" الذي اعتنق الفكر السلفي الجهادي وتبنى الجماعات الجهادية ..
- يتمتع إياد أغ غالي بعلاقة نفوذ واسعة مع الجزائر وبحكم تلاقي المصالح في قطع أي محاولة لانفصال أزواد عن مالي حصلت إياد وجماعته بدعم من جنرالات الجزائر متعدد الاهداف ومتعدد الوسائل ..
- حاول التيار السياسي في أنصارالدين الذي قدم وعودا لفصل التيار العسكري للجماعة عن االقاعدة ولم تفلح هذه المحاولات لرسوخ الفكر السلفي الجهادي لدى القيادة العسكرية المتملثة في شخص إياد .. وأيضا بعقد اتفاقيات بين الحركات الأزوادية في ظل الدولة المقترحة مآلها الفشل !
- تمدد نفوذ أنصارالدين عن طريق إياد الذي قدمت له ولاءات زعماء القبائل وبعض القيادات العسكرية التي انخرطت في جماعته بعد الانحسار العسكري للمنافس التقليدي "الحركات الازوادية" في الهجمات التي تبنتها جماعة التوحيد والجهاد وتنظيمات القاعدة بوصف الحركات الازوادية بالعلمانية والطاغوتية ومحاولات اغتيال القيادات الأزوادية ، وأيضا الهجمات التي قادتها كتائب لأنصارالدين ضد العسكريين الازواديين الذي رفضوا أي مواجهة معهم "حفاظا على الممتلكات والأرواح " وصدرت آوامر بالخروج والانسحاب من مواقع بدون فرض أي مواجهات على الطرفين .
- انخرط بعض الطوارق في هذه الجماعة وتبنوا الفكر الجهادي ، وظهرت أيضا تشكيلات لبعض القبائل العربية ، وتشكيلات لقبائل السونغاي .. في حالة تشبه ما حدث في أفغانستان وباكستان قبل الحرب الامريكية .
+ المفاوضات السياسية :
= تبنت الجزائر وبوركينافاسو خطا سمي بالخط السلمي للأزمة
وذلك بتبنيها مفاوضات مع أطراف النزاع ..
كانت هذه المفاوضات عبارة عن ذر الرماد في العيون
فقد كانت الجماعات الجهادية نزيد من نفوذها يوما بعد يوم
وكانت الحكومة المالية "رغم أزمات إقليم مالي" تعد نذر الحرب "الايكواسية الفرنسية"
حصلت بوركينافاسو على سبق اجتماع اطراف الاجتماع على طاولة واحدة
وتركزت على تقديم مطالب مالي ..
- بالنسبة للحركات الازوادية تخلي عن مطلب الانفصال
- بالنسبة لأنصارالدين التخلي عن مطلب تطبيق الشريعة
والحقيقة أن الاطراف جميعا ظهر أنها غير مستعدة للتخلي عن مطالبها ..
فالحركة الوطنية عبرت المحيط إلى الألزية للقاء الفرنسين وقدمت الايمان بمحاربة الارهاب ما لم يحظى بعد بالثقة الفرنسية سوى الطلب الفرنسي ومجلس الامن بابتعادها عن مواقع الجماعات القاعدية وهذا سر بعض الانسحابات الغير مفهومة .
والجناح السياسي لأنصارالدين قدم الوعود ووقع اتفاقية جزائرية لم تحظى بالاستمرار ليلة واحدة بترك الجماعات القاعدية وعدم تجاوز الاقليم لاصرار الجناح العسكري للجماعة كما ذكرنا على الرؤية القاعدية
أما الحكومة الانتقالية المالية فقد ضربت بالصميم مرة أخري بعد تدخل المارد الانقلابي "النقيب سانوغو " وإجبار وزير الحكومة الاستقالة مانتج عن استقال الحكومة كاملة وتشكيل حكومة جديدة فيما اعتبره الامين العام للامم المتحدة التدخل المباشر للجيش في السياسية معبرا عن قلقه .. وجميع الحكومات كانت تركز على "استعادة الشمال وأن مالي وطن واحد ويجب القضاء على الارهابين في مغازلة مباشرة للمشروع الفرنسي .. وكانت الاستعدادات على الارض للجيش المالي المنهار في تجميع مليشياتة وبعض مجموعاته التي وعد الاتحاد الأوربي بتدريبها !
+ مجلس الأمن الدولي والدور الاقليمي :
= فشلت الدبلوماسية الأزوادية في إيجاد صيغة واضحة مشتركة مع الدول الاقليمية خصوصا الدول الحدودية "الجزائر وموريتانيا والنيجر والمغرب"
فكل دولة لها مصالحها ومعطياتها الخاصة في الاقليم والتي تعارض من جانب الدور الاقليمي لبعضها البعض ..
وهذا ساعد في تباطؤا ونجاح أي أدوار دبلوماسية في هذه الدول الرافضة لانفصال أزواد
وإن أبدى النظام الموريتاني تعاطفة وفي حالات تعاونه مع الانفصاليين
مجلس الأمن في قراره 2071 .. 12/10/2012
ركز على :
- الترحيب بحكومة وطنية مالية
- عدم تدخل "الانقلابين" في السياسية
- دعوة المتمردين بقطع علاقاتهم مع القاعدة
- دعوة لدعم عملية سياسية
- مهلة لتقديم الخطة العسكرية لدول الايكواس
- تعيين مبعوث للأمم المتحدة
وكان هذا أول مؤشر لخروج أزمة "أزواد" من وكيلها الحصري "الجزائر"
وأن الدور الجزائري بات دورا تنفيذيا ..
وبفترة رئاسية للمغرب لمجلس الامن صدر قرار 2085 20/12/2012
أكد فيه من جديد " التزامه القوي بسيادة مالي ووحدتها وسالمتها الإقليمية"
ورحب بأدوار إقليمية واستنكر التدخل السياسي للانقلابين وايضا استنكاره لتمدد نفوذ الجهاديين
وبناء على الفصل السابع فركز هذا البيان
على :
- الحالة السياسية "الحكومة الانتقالية في مالي ، انتخابات ، مفاوضات ذات مصداقية مع "الذين يعترفون -دون شروط -بوحدة مالي وسلامتها الاقليمية"
- العملية الامنية
. "توحيد ونشر القوات في جميع أنحاء -إقليم مالي- لضمان استقرار الأمن "
. دعم الجيش المالي وتدريبه .
.نشر بعثة الدعم الدولية في مالي بقيادة أفريقية :
مع الاحترام التام لسيادة مـالي ووحدتها وسلامة أراضي
لإنجاز المهام التالية:
أ. التعاون مع الدول الاوربية لاعادة تهيئة الجيش المالي .
ب . التعاون مع الجيش المالي لاستعادة أراضية الشمالية "أزواد" مــع اتخاذ التدابير لاامنية للسكان المدنيين .
ج. دعم السلطات المالية للمحافظة على الدولة ،
د. دعم المساعدات الانسانية وإيصالها .
- الدعم الدولى والتمويل ..
ولمن أراد المطالعة على القرارات :
goo.gl/jUfRt
goo.gl/eKrUA
وهي التي اعتمدت عليها مالي وفرنسا والدول الافريقية في عمليات التدخل
بعد هذا العرض ..
سأقدم تفصيل بالخرائط للمعارك الاخيرة في تدوينة قادمة
وطبيعة العلاقة التفصيلية بين هذه الجماعات ومشاريعها في المنطقة ،،
أكمل القراءة