أولا شاكرا لك هذه الالتفاتات الطيبـة والمطلوبة في الوقت الحالي لزرع نوع من (الوعي).. لدى ابناء وبنات الحركة الاسلامية بالجزائر لمغادرة فضاءات الحلم البائس نحو فضاء الواقع العملي اكثر مرونة وانتاجا وانجازا وانشغالا عن القيل والقال ولعب الكواليس والتشكيك في النوايا.
ثانيا بخصوص الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله (نحن الشباب) نعتبره مجتهدا سياسيا محنكا في وقت من أوقات عصيبة مر بها الوطن العزيز، وصنع لنفس مكانة لدى كل جزائري مسلم غيور على أمته ومحب لوطنه،
ثالثا: ان الصّراع المبني على (وهم) نهج وفكر وخط الشيخ محفوظ نحناح هو (مفتعل) حسب رأيي للإساءة اليه (شخصا وفكرا ومشروعا) والى جماعته سواء بقصد او غير قصد (وان اساؤوا الى انفسهم)، أو بإدراك من مسؤولي حمس وتاج او باقي الحزيبات الموجودة على الاوراق فقط. فـ: كمتجرد ومتفرج ومتابع فقط اول ما يتبادر لذهني هو أن الراحل نحناح نجح على مستواه الشخصي دون مشروعه ونجح على مستوى مواقفه الآنية (حسب المرحلة) لكنه لم يترك مؤسسة حركية (قائمة) هذا ان تحدثنا عن المشروع ككل ومسار الشيخ قدّس الله روحه. [دون تجاهل ظروف المرحلة]. ولو انني لا أحسب ذلك في النّهاية.
رابعا: أعتقد (وأظنك كذلك) أن الشيخ الراحل لم يترك بيتا سياسيا (سوى) حمس والتاريخ يثبت ذلك، ولم يؤسس كيانا سياسيا آخر غير حمس، لا بناء ولا تاج ولا تغيير ولا انصار الجزائر، بل أكثر من ذلك يتداول وسط الحمسيين ومحيطهم أن آخر مجلس شورى في عهده (المؤسس) بالحركة بكى الشيخ وحذّر من الانشقاق على الحركة (الأم). وعلى هذا الأساس يمكن القول أن حركة مجتمع السلم لا تحتاج أن تثبت للناس او الرأي العام رغبتها في في مواصلة مشواره او اتباع نهجه لأنه هو من زرع البذرة في البداية أو افتخارها بتأسيسها وأنها كانت مشروعه لإنقاذ الجزائر.
رابعًا: انت تدرك (والجميع يدرك) أن مشروع الشيخ محفوظ جوهره اسلامي في ثوب وطني بمعاملة ديموقراطية (دبلوماسية)، وعلى ذكر هذه القيمة التي امتاز بها الراحل -رحمه الله- فإن تاج غول لم يذكر مرة أنه سيواصل مسيرة الشيخ بل اعلنها صاحة انه (حزب وطني جامع) في اشارة الى تركه التيار الاسلامي وعدم قناعته بالمشروع رغم وجود اسلاميين في الصف الاول يقودون الحزب معه. دون تجاهل [شعار الحزب المستوحى من كلمات الراحل محفوظ نحناح].
خامسًا: رئيس حمس الجديد د, مقري عبد الرزاق معروف على أنه صاحب مناهج جديدة [اعتقد انك قمت بتحليل كتاب البيت الحمسي] ولا يصبر على فكرة واحدة او نهج غير منسجم مع الواقع، (وإلا حافظ على المشاركة بالحكومة-حسب المفهوم القاصر للبعض)، فهو يدرك انه ليس نحناحا وليس سلطانا، فكما يمكنه أن يكون افضل منهما بقدر ما يمكن ان يكون اضعفهما او بينهما.. لكن الملاحظ انه لا يتغنّى بالنّهج بقدر ما لخص ارث الشيخ في ((من أجل الوحدة يمكن أن اترك منصب رئاسة حمس)) !. وأذككّرك بما كتبته عن د, مقري [ .. خليفة أبو جرة سلطاني أتى على كثير من التفاصيل في فصول مختلفة من الكتاب، وقد كانت نبرة النقد واضحة أحيانا، ودبلوماسية أو ضمنيّة في أحيان أخرى، ولم يجدْ الكاتب حرجًا في أن يخطّئ حتى الشيخ المؤسس محفوظ نحناح في بعض المواقف والسلوكات].
سادسا: أشاطرك الرأي بخصوص أن الشيخ ارث عالمي وطني بامتياز ولا يجب ان يخضع لقوقعات حزبية ومضايقات وحسابات (الصك التجاري)، مع الاخذ بعين الاعتبار ضرورة ووجوب مواصلة درب الشيخ كمشروع قائم ولن يكون الا برجال مؤمنون بفكرة تحقيق المشروع الاسلامي على ارض الواقع وانجاحه.
وهذا يدعونا ويطالبنا بدعوتك (كاعلامي) المطالبة بتقديس جبهة التحرير الوطني كذلك، وجعلها علامة لكل الجزائريين من الارهابي بلمختار والهارب عباس مدني الى المشلول ذهنبا سلال والمشلول بدنيا بوتفليقة، كلهم يتغنون بفضل جبهة وجيش التحرير الوطني بعد الله سبحانه وتعالى.
سابعا: أدعوك للإطلاع عن قرب لمشاريع حمس منها حكومة الظل (اللجان القطاعية) والمشاريع الدعوية والمجتمعية لها والمعتمدة في مجلس الشورى الاخير، ومنها نحكم على الصراع الموهوم على ارث الراحل الشيخ محفوظ نحناح رحمه الله تعالى.
اخيرا احييك على فتحك لنقاش مهم، مع ملاحظة إذا كان منشورك لا يعني الرؤساء والقيادات المعروفة بل الوسط الاسلامي الحركي من مناضلين وانصار ومتاعين وفيسبوكيين فأعتقد والله اعلم ان يحول نقاشهم هو في حد ذاته الى (التاريخ)، وان تعضبت الآراء وتكدست المواقف وتواصل النقاش على حساب العمل وخدمة المجتمع والوطن فسيحولنا التاريخ إلى مزبلته (أنا وأنت وهم) !
منشور السيد عبد الحميد عثماني: اضغط هنا
تحياتي
ابراهيم هواري (جيل الترجيح).
ابراهيم هواري (جيل الترجيح).