السّياسيون في بلادي أنواع !
كثيرًا من المرّات يُنعت السّياسيون بأوصاف مهينة تعكس مقت الجميع لهم ولمجالهم، إلا أننا نغفل عن التفريق بين رؤساء أحزاب وزعماء تيار وعظماء وطن !
نعم، يوجد بالجزائر رؤساء أحزاب يلهثون وراء السّلطة، ويبيعون المبادئ مقابل المصالح، وما حدث مع المنشقين عن حمس (عمّار) والأرسيدي (عمّارة) ليس ببعيد عن هذا النّوع.
نعم، ويوجد بالجزائر رؤساء أحزاب جد عاديين يُستخدمون كأجهزة لتحقيق المصالح ولعب الأدوار الصغيرة والكبيرة، وحزب عمّار سعيداني وحزب الشّلاغم يعتبران نموذجان جيدان لذلك.
نعم، ويوجد شخصيات سياسية ترحل لمجرد عدم القبول بالمساومات والممارسات ومحاباة السّلطة، وخدمة الوطن من المعارضة بقناعة، من أمثال كريم طابو.
نعم، ويوجد شخصيات فكرية تناضل من أجل أفكارها وتستمر في ذلك وتصبر من أجل المبادئ والمشروع وتجتهد بالتنظير والاقناع وتطوير العمل والأداء بمثل د. عبد الرزاق مقري، رغم ثقل المهمة وصعوبة التحدي في حمس.
نعم، ويوجد كذلك بالجزائر زعماء تيار أصحاب مبادئ ونضال حقيقي لا يبيعون ولا يشترون بالرّغم من الظروف من أمثال زعيم التّيار الوطني عبد الحميد مهري رحمه الله.
نعم، ويوجد عظماء وطن نهلوا كامل حياتهم لخدمة البلد والحفاظ على هويته وقيم مجتمعه ووقفوا في وجه تيارين جارفين (العسكر والفيس) في التّسعينات من أمثال الشيخ محفوظ نحناح رحمه الل.، وهناك من استعمل المنصب الاول بالبلاد لخدمة الاسلام والوطن والأمة كرئيس الجمهورية الشادلي بن جديد رحمه الله فهو يستحق أن يكون عظيمًا من عظماء الوطن والتاريخ ينصفه !
كخلاصة وجب أن نَمِـيز الخبيث من الطّيب في الحديث عن السّياسيين وعن الصادقين في خدمة هذا الوطن، كما نعتقد ان المعادلة التالية ليست دائما صحيحة :
(رجل سلطة=فساد / رجل معارضة=مخلص)
فكم من سياسي من دائرة (الخبث) هو خارج السّلطة ويمارس المعارضة، وكم من صاحب سلطة ومنصب بالدّولة من عائلة (الخيّرين) ومدافع عن الهوية ولا يرضى بالفساد، إلاّ أن الفساد عمّ والرذيلة السّياسية غمرت أصحاب االفضيلة والوطن في خطر.
وعليه لا بد من معرفة الخيّرين وأصحاب المبادئ واستثنائهم من التّعميم ووجب أن يشتغلوا برؤية واضحة ومبادرة فاعلة لإنقاذ البلاد والمجتمع، فالرّسالة النوفمبرية التي يحملها الجميع مشتركة لا اختلاف فيها !
,,عتيق